كان الفصل خريف
لما طار مالك الحزين من بين أغصان الغاب يراقص الريح وشهيد الأغصان، يتسلل في صمت، حاملا بمنقاره قاربا من الأحزان!! كان قد أعياه الخريف و أحزنه البحث عن ورق أخضر يرمم به جراح عشه المندثر على سرير الموت!
فقد أوقعت عاصفة بالأمس وطنه من أعلى الصومعة وهو يصلي ويناجي من أجل سلام في السماء!
فجاءت عواصف من طير أبابيل لتحرر بلاد الرافدين في سبيل دميةقراطية تغْني عن كل لعبة أخرى، فأخذت منه سجادته قبل أن يسجد وهو عجوز.
كان الأمس خريف، وكادت هذه اللحظة أمس الغد تكون.
ـ ولكن لم الحزين لايرتدي معطفا يخفيه عن أعين البنادق وقنابل أبابيل؟
ـ لأن لون الحزن يبان بفصل الرماد.
ـ أباري كل من يخالف
الطير يكره الرصاص، وإن لم يصبه.
فالطير لا ينظر إلى السماء إلا وقت الصلاة!!
لأنه لا يؤمن بالغدر، وإن أصابه مصيبة
ـ خطأ! لم تُصب يا مالك الحزين، فأُصِبت
من قال أن القناص لا يطير
يركب مروحيات المطر
يراقبك بأحدث ما صنع لقتل الحرية
ويغطي قلبه بالثلج
يطأ بقدمه على الطير الساجد الراكع للحرية
ومن أجل الحرية؟
لقد وعدونا التحرير من قناصة الأرض
وخدمناهم!
وغذرونا في أعشاشنا بالليالي!
ونحن متعلقون بخمرة الحلم على أغصان المجون!!
ـ الغدر دائما من الأسياد لا من الخدمات.
والحزين لم يتعلم الغذر.
الضعف دائما من الحزن
ومالك! حزين المنظر!!
أوقعني جريحا لأني اكتشفته في الظلام وهو يغتصب بابل..
أحرق جناحي وسخر مني
عصفور أنت وكيف لاتطير؟
فأفر بين العيدان
أسابق النمل
تطرحني أطفال العيدان..
ضعيف أنا ولا أكلم نفسي!
ولحتى في السر
أهاب أن تسمع الكلاب نواحي
آه! الالم خبيث، لا يهزم إلا بالصياح صرخت الألم المُرّ مَرّة، فجلبت الأنتباه كالكرة
أحاطت بي الكلاب تضحك مني بالنباح..فسار الدمع من عيني يفيض الحزن، حينما رأيت جراب المجرمين مليئة بأجنحة بلابل بابل.
وأنا أمزق أمام وطني، وقف أعظم ما في الطيور أمامي، مسح بمنديل الحرير دمعي،
من بين أسنان الكلاب أخذني
طهرني
ريحني
ثم قال
لا تحزن القاضي عادل
المتألم مظلوم.
والشهيد أعظم من الإنسان[center]